تركيا: اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أمس الجمعة، أن بلاده تهدف لرفع حجم تجارتها مع القارة الإفريقية إلى 75 مليار دولار سنويا.ً وجاء ذلك في كلمة ألقاها اردوغان، خلال المنتدى التركي ـ الإفريقي الثالث للاقتصاد والأعمال بولاية إسطنبول.
وقال اردوغان: «حجم التجارة بين تركيا وافريقيا ارتفع إلى 25.3 مليار دولار نهاية 2020 ونهدف لرفعه إلى 50 مليار دولار في مرحلة أولى ثم إلى 75 مليار دولار سنويا». وأشار إلى أن قيمة الاستثمارات التركية في القارة الإفريقية تجاوزت 6 مليارات دولار.
وأعرب عن ثقته في أن الروابط الصادقة التي تجمع تركيا بدول افريقيا ستزداد قوة خلال الفترة القادمة.
ولفت اردوغان على أن الشعوب الإفريقية تُركت في مواجهة أزمة صحية كبيرة، ولم تتلق أي مساهمات في مكافحتها لجائحة كورونا. وأضاف: «سنقدم مساعدات لدول القارة في مجال اللقاحات (المضادة لكورونا) بمساهمة من دول المجلس التركي وقيادة تركيا». وزاد: «لا نرى من الصواب التعامل مع قضية اللقاح على أساس المصالح المادية البحتة والربح، في حين أن الآلام التي نشهدها واضحة».
وأكّد أن هناك 44 دولة إفريقية بين الدول التي ساعدتها تركيا بالأجهزة والمعدات الطبية خلال فترة الجائحة.
وفي السياق، عبر اردوغان عن سعادته لانعقاد المنتدى فور عودته من جولته الإفريقية (جرت بين 17 و20 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري). وقال إنه التقى على هامش الجولة (شملت أنغولا وتوغو ونيجيريا) زعماء أفارقة واطلع على الأوضاع في القارة.
وأشار اردوغان أن المنتدى ناقش فرص الاستثمار المتبادل في العديد من المجالات بدءا من الطاقة وحتى الزراعة، والصحة، والنظام، المصرفي، والابتكار. وذكر أن الشخصيات المعنية عرضت في المنتدى اقتراحاتها بشأن السياسة التي من شانها تفعيل الإمكانات بين تركيا ودول القارة. وأوضح أن تركيا تثبت من خلال أعمالها التي تقوم بها في عموم افريقيا بأن محبتها تجاه أشقائها الأفارقة ليست مجرد كلام.
وتابع: «يسعدنا أيضًا أن نرى الشعوب الإفريقية تتعامل مع بلدنا وشعبنا بنفس الصدق». وأشار إلى أن زيادة استثمارات تركيا في بلدان القارة تعود بالفائدة على المستثمرين وشعوب تلك البلدان في نفس الوقت.
وفي السياق، قال وزير التجارة الغامبي سيدي كيتا، إن لدى بلاده فرصا تجارية «هائلة» للشركات التركية، خاصة في مجالات البناء والبنية التحتية والشحن والخدمات اللوجستية. وأضاف كيتا، على هامش المنتدى أنه «يتوقع أن تساعد اجتماعات القطاع الخاص بين تركيا وافريقيا خلال المنتدى على تنمية الاستثمار والتجارة بين الدولتين». وأكد أن افريقيا «قارة سريعة النمو للغاية، ويوجد بها عدد كبير من السكان، والعديد من فرص الاستثمار» لافتا إلى أنه «يمكننا الاستفادة من الفرص، والمهارات الاستثمارية، وخبرات الشركات التركية لمساعدتنا على النمو». وأشار إلى أنه في الوقت نفسه يمكن للشركات والمستثمرين الأتراك الاستفادة من الموارد الغنية التي توفرها افريقيا، مشددا على أنه في مثل هذه الحالة فإن «الجميع يربح». وأفاد كيتا أن «هناك شركة تركية تزود غامبيا حاليا بالكهرباء كجزء من اتفاقية استثمار سابقة بين البلدين». وذكر أن غامبيا ستستضيف اجتماع منظمة التعاون الإسلامي «أو أي سي» التي تعد تركيا عضوا فيها، مؤكدا أن هذه «فرصة أخرى للشركات التركية لتأتي وتستثمر» في بلاده.
والخميس، بدأ المنتدى الاقتصادي والتجاري التركي ـ الإفريقي، أعماله في إسطنبول، ويستمر يومين، حيث يجتمع حوالي 3 آلاف رجل أعمال إفريقي وتركي، وأكثر من 30 وزيراً من دول القارة، إضافة إلى مسؤولين أتراك. ونظم المنتدى مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي «دي إي أي كي» بالتعاون مع وزارة التجارة التركية ومفوضية الاتحاد الإفريقي.
وفي السياق نفسه، قال وزير التجارة التركي محمد موش، في مؤتمر صحفي باليوم الأول للمنتدى، إن «حجم التبادل التجاري بين تركيا ودول القارة الإفريقية، ارتفع من 5.4 مليارات دولار في 2003، إلى 25 مليار دولار في 2020».
وتخللت أعمال المنتدى اجتماعات وزارية، ونقاشات ثنائية بين الشركات، ومراسم توقيع اتفاقيات، وحلقات نقاشية حول العديد من المواضيع كالتعاون في مجالات الزراعة والأوبئة والابتكار والتمويل.
الجدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، عاد الخميس إلى تركيا بعد جولة إفريقية استمرت 4 أيام، زار خلالها دول أنغولا وتوغو ونيجيريا.