عندما اشتكى النّاخب الوطني الجزائري جمال بلماضي في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2022، من رداءة أرضية ملعب “جابوما” بِمدينة دوالا الكاميرونية، فالرّجل لم يكن يُبرّر الحصيلة والأداء السلبي لـ “الخضر”.
الدّليل أن ثلاثة أسماء رياضية غنيّة عن التعريف، اشتكى كلّ واحد منهم أيضا من اهتراء البساط الطبيعي.
وقال متوسط ميدان دفاع فريق برشلونة الإسباني في تصريحات إعلامية، إن أرضية الميدان لم تُساعده رفقة زملائه، لِأن فلسفة لعب نادي “البلاوغرانا” تعتمد على الكرات الأرضية والتمريرات والاحتفاظ بِالكرة.
ويُشير بوسكيتس إلى مباراة برشلونة والمضيف نادي إنتراكت فرانكفورت، التي خاض كامل أطوارها سهرة الخميس، بِرسم ذهاب ربع نهائي منافسة الدوري الأوروبي. وقد انتهت بِنتيجة التعادل (1-1).
واحتضن ملعب “فالدشتاديون” بِمدينة فرانكفورت الألمانية فعّاليات هذه المباراة، وهو منشأة كروية قديمة جدا يعود تاريخ تدشينها إلى عام 1925، وتتّسع لِنحو 50 ألف متفرّج.
وعلى الإيقاع ذاته، قال التقني البرتغالي جوزي مورينيو مدرب فريق روما الإيطالي للصحافيين: “لعبنا فوق أرضية بلاستيكية!”، وأشار – بِنوع من التذمّر – إلى تسبّبها في إصابة بعض لاعبيه.
وقال لاعبه لِخط الوسط القائد والدولي الإيطالي لورينتسو بيليغريني: “عندما تنطّ الكرة، لا تعرف أيّ اتّجاه ستأخذه!”.
ويُشير مورينيو وبيليغريني إلى مباراة فريقهما روما والمضيف نادي بودو غليمت النرويجي، المُنتظمة سهرة الخميس، بِرسم ذهاب ربع نهائي منافسة دوري المؤتمر الأوروبي (ثالث المنافسات بعد رابطة الأبطال والدوري الأوروبي). وقد انتهت بِخسارة نادي “الذّئاب” بِنتيجة (1-2).
وخاض لورينتسو بليغريني كامل أطوار هذه المباراة، وسجّل الهدف الوحيد لِفريقه روما.
واحتضن ملعب “أسبميرا ستاديون” بِمدينة بودو النرويجية أطوار هذه المباراة، وهو منشأة كروية افتُتحت عام 1966 وتتّسع لِنحو 8 آلاف متفرّج.
الذي يخفي على عدد لا يُستهان به من عشّاق كرة القدم، أن هيئات هذه الرّياضة الأكثر شعبية في العالم مثل “الفيفا” و”الكاف” والاتحاد الأوروبي، تُصرّ على رفع حجم المنافسات القارية والدولية، لِأغراض تجارية بحتة (كثرة المنافسات = تعاظم الأرصدة البنكية لِمسؤولي هذه الهيئات). رغم أنه يُستبعد أن تتوفّر ملاعب جاهزة في كلّ مناسبة. أوّلا لِأن صيانة المنشآت الرياضية تستنزف أغلفة مالية ضخمة، وثانيا لأن مقاومة العشب الطبيعي للظروف المناخية محدودة (الحرارة والرطوبة في إفريقيا/ الأمطار والثلوج في أوروبا).
وكان يُمكن للاتحاد الأوروبي لِكرة القدم الاكتفاء بِمنافستَي رابطة الأبطال والدوري الأوروبي، فلماذا أطلق مسابقة ثالثة (دوري المؤتمر الأوروبي) في الموسم الحالي؟ وحدّث عن دوري أمم أوروبا للمنتخبات (ليس بطولة أمم أوروبا) ومقترح مونديال كلّ سنتَين، وإيّاك أن تشعر بِالحرج.
في قطر التي ستستضيف تظاهرة كأس العالم ما بين نوفمبر وديسمبر المقبلَين، ستضطرّ السلطات الرياضية هناك إلى تهديم بعض الملاعب عقب نهاية المونديال، لأنها لا تحتاح إلى هذه المنشآت الكروية، في بلد تُنظّم بطولته للقسم الأوّل بِمشاركة 12 ناديا.